وسط ليفربول الماسي: حل مثالي حالياً لمشكلاته
مايكل كوكس- نيويورك تايمز
Thursday, 11-Dec-2025 06:36

سيطر على فوز ليفربول المهم 1-0 أمام مضيفه إنتر ميلان، في دوري أبطال أوروبا، 3 محاور من النقاش. هل أُلغيَ هدف إبراهيما كوناتي ظلماً؟ هل تعرّض فلوريان فيرتز فعلاً إلى خطأ نتج منه ركلة الجزاء التي سجّلها دومينيك سوبوسلاي؟ ما آخر المستجدّات عن محمد صلاح؟ وبما أنّ هذه النقاط ستُناقش مطوّلاً في أماكن أخرى، فإليك تحليلاً يخلو من أي ذكر إضافي لأي منها.

لم يكن انتقال المدرب أرنيه سلوت إلى نظام اللعب بالماسة (Diamond) ضمن الخطة المرسومة في بداية الموسم، لكن مع ظهور ليفربول هشّاً في المراكز المحورية، وهجومه غير قادر على تطوير الانسجام، يحاول المدرب إيجاد بعض التوازن بشكل عاجل.
بعد تجريب النظام في التعادل 3-3 مع ليدز يونايتد - حين بدا ليفربول في طريقه إلى فوز سهل قبل تدخّل ساذج من كوناتي فتح المباراة - أعاد سلوت اعتماد الماسة الكلاسيكية، مستخدماً خط وسط أكثر تنظيماً، وثنائي هجوم تقليدي يتألّف من هوغو إيكيتيكي وألكسندر إيزاك.
بشكل عام، لعب ليفربول جيّداً بهذا النظام. هناك فوائد واضحة للماسة، لكنّ نقاط ضعفها الواضحة أيضاً تُفسِّر سبب خروجها شبه الكامل من الموضة في السنوات الأخيرة. يُصبح وسط الملعب أقوى، فعند البناء من الخلف، وجد ليفربول لاعب وسط «رابع» عملياً في مواجهة ثلاثي إنتر.
انقضّ كوناتي على الكرة، ولاعبو وسط إنتر يضغطون على 3 من لاعبي وسط ليفربول. لاعب الوسط الفائض هو كيرتس جونز في الجهة القريبة. سوبوسلاي، في الجهة البعيدة، يشير لتمرير الكرة إلى جونز. وآندي روبرتسون، في الزاوية اليسرى السفلى، يُشير لتمرير الكرة إلى جونز.
لدى ليفربول خطة ويُنفِّذونها. يجب على كوناتي أن يتحلّى بالشجاعة، فيدور للداخل ويُمرِّر عرضية قطرية عبر دفاع فريقه، لكنّه يفهم الوضع، وروبرتسون لا يزال يشير للتمرير، فيصل ليفربول بالكرة إلى جونز.
يخلق هذا بعدها وضعاً «مفتوحاً» في خط الوسط. في هذه المرحلة الانتقالية، ومع تحوّل إنتر من ضغط «رجل لرجل» إلى كتلة دفاعية مناطقية، تظهر الثغرات، ويتمكّن جونز من تمرير كرة إلى أليكسيس ماك أليستر. وفي النهاية، تنتهي هذه الهجمة بمحاولة جونز التسديد من حدود منطقة الجزاء. خط وسط ليفربول الماسي، بالمناسبة، لا يزال متماسكاً.
أجرى سلوت أيضاً تعديلات فعّالة بين الشوطين. في الشوط الأول، طُلب من رايان خرافنبيرخ أن يتمركز عميقاً لمساعدة قلبَي الدفاع في مواجهة ثنائي هجوم إنتر، تقريباً كقلب دفاع ثالث. إنتر ممتاز في جعل مهاجميه يتراجعون إلى العمق ويجمعون اللعب، لذا كان دور خرافنبيرخ منع هذا النوع من التحرّكات.
لكن هذا يعني أساساً أنّ ليفربول كان يلعب بـ3 لاعبي وسط فقط مقابل 3 لإنتر، لذلك كان يُفاجَأ أحياناً عندما يتقدّم أحد قلبَي دفاع إنتر لخلق تفوّق عددي. حين تقدّم يان بيسيك فجأة بالكرة، وخرافنبيرخ في دوره الدفاعي العميق، كان الهولندي بطيئاً في غلق المساحة أمامه، فاستدار بيسيك للداخل وسدَّد كرة تمّ صدّها.
لكن هذا تغيّر بين الشوطَين. إذ أوضح سلوت: «في الشوط الثاني، ضغطنا أعلى قليلاً. في الشوط الأول قرّرنا الإبقاء على لاعب إضافي في الخلف، لكنّهم قاموا ببعض التغييرات ولم يعُد من المناسب الاستمرار بذلك في الشوط الثاني. أحياناً كان (مدافع إنتر) مانويل أكانجي يتقدّم تماماً إلى خط الوسط. لذلك ضغطنا عليهم أعلى».
تحرّك خرافنبيرخ إلى الأمام للضغط في الوسط، مطلِقاً سوبوسلاي للتقدّم والضغط على الحارس يان سومر. أجبر ليفربول إنتر على ارتكاب مزيد من الأخطاء في مناطق متقدّمة وخلق بعض المواقف الخطيرة.
أمّا الشراكة الهجومية فلم تكن سلسة. كان على إيكيتيكي وإيزاك العمل في قنوات اللعب خارج ثلاثي دفاع إنتر، ما دفعهما غالباً للتباعد بشكل مبالغ به. لم يُمرِّر أي منهما للآخر طوال المباراة. وظهر إيكيتيكي أنّه يُجيد الإرتباط بزملائه أكثر.
هذا لم يكن ثنائياً هجومياً، بل كان مجرّد عازفَين منفردَين. بدا إيزاك منزعجاً بوضوح عندما سدَّد إيكيتيكي من زاوية ضيّقة، ولم تكن لدى السويدي أي نيّة لتمرير الكرة لأي من زملائه، قبل تسديدته المختلّة التوازن.
مشكلة ليفربول الأخرى كانت على الأطراف. يمكن لجو غوميز اللعب كظهير أيمن، لكنّ مطالبته بذلك ضمن منظومة الماسة، مع كَونه مصدر العرض الوحيد تقريباً، مهمّة شاقة.
صحيح أنّ اختياره جاء على الأرجح جزئياً بسبب طوله، نظراً لمشاكل ليفربول في التعامل مع الكرات الثابتة دفاعياً. ومع ذلك، كانت هذه العرضية سيّئة لدرجة بدت معها وكأنّها تسديدة، ومع لاعب بلا أهداف في 276 مباراة، يمكننا الجزم بأنّها لم تكن مقصودة.
لكنّ التبديل المزدوَج الذي أجراه سلوت في منتصف الشوط الثاني كان ناجحاً. دخل فيرتز بديلاً لإيزاك، وتجوّل بذكاء بين الخطوط بشكل خطير. وبالقدر عينه من الأهمية، كان كونور برادلي (صنع هدف إيكيتيكي الثاني أمام ليدز) أكثر راحة من غوميز عند استلام الكرة في الثلث الأخير، وقدَّم تمريرة أرضية ممتازة لإيكيتيكي بلمسته الأولى.
بعد 10 دقائق، ظهر دليل آخر على تفاهمه مع إيكيتيكي، عندما لعب الظهير الأيمن كرة ثنائية معه لينطلق خلف الدفاع ويُسدِّد. لم يكن ليفربول يلعب كرة سائلة مذهلة، لكنّه كان متماسكاً دفاعياً، يكسب الكرة في مناطق متقدّمة، ويوصلها إلى منطقة خصمه. لقد كان الفريق الأفضل.
من غير المرجّح أن يكون خط الوسط الماسي حلاً طويل الأمد بالنسبة إلى سلوت، فالنظام له حدوده ويميل لأن يُكتشف من الخصوم بعد بضع مباريات، لكنّه كإجراء موقت، وفي وقت كان فيه سلوت تحت ضغط هائل، قد يكون هذا النهج كفيلاً بإبقائه في منصبه.

الأكثر قراءة